فصل: من عرف من الأطباء بخدمة البيمارستان العتيق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ البيمارستانات في الإسلام



.عهد أبقراط:

ذكرنا في كلامنا في الحسبة على الأطباء أن المحتسب يأخذ عليهم عهد أبقراط قال ابن أبي أصيبعة: إن أبقراط قد وضع عهدا استحلف فيه المتعلم لصناعة الطب على أن يكون لازما للطهارة والفضيلة وهذه نسخة العهد قال أبقراط:
إني أقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفا وكل علاج، وأقسم باسقليبيوس وأقسم بأولياء الله من الرجال والنساء جميعا، وأشهدهم جميعا على أني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط، وأرى أن المعلم لي هذه الصناعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي، وإذا أحتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي، وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخوتي وأعلمهم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط، وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط وأحلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة، وأما غير هؤلاء فلا أفعل به ذلك. وأقصد في جميع التدبير بقدر طاقتي منفعة المرضى. وأما الأشياء التي تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي. ولا أعطي إذا طلب مني دواء قتالا ولا أشير أيضا بمثل هذه المشورة. وكذلك أيضا لا أرى أن أدني من النسوة فرزجة تسقط الجنين وأحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ولا أشق أيضا عمن في مثانته حجارة لكن أترك ذلك إلى من كانت حرفته هذا العمل. وكل المنازل التي أدخلها إنما أدخل إليها لمنفعة المرضى وأنا بحالة خارجة عن كل جور وظلم وفساد إرادي مقصود إليه في سائر الأشياء وفي الجماع للنساء والرجال والأحرار منهم والعبيد. وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها، أو في غير أوقات علاجهم في تصرف الناس من الأشياء التي لا ينطق بها خارجا فأمسك عنها وأرى أن مثالها لا ينطق به.
فمن أكمل هذه اليمين ولم يفسد منا شيئا كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائما ومن تجاوز ذلك كان بضده. اهـ.

.الحسبة على الصيادلة:

ذكرنا الحسبة على الأطباء، ونذكر كذلك الحسبة على الصيادلة لعلاقة ذلك بالطب قال الإمام عبد الرحمن بن نصر الدين عبد الله الشيرازي.
تدليس هذا الباب كثير لا يمكن حصر معرفته على التمام فرحم الله من نظر فيه، وعرف استخراج غشوشه فكتبها في حواشيه، تقربا إلى الله تعالى، فهي أضر على الخلق من غيرها، لأن العقاقير والأشربة مختلفة الطبائع والأمزجة، والتداوي على قدر أمزجتها فمنها ما يصلح لمرضى ومزاج فإذا أضيف إليها غيرها أخرجها عن مزاجها فأضرت بالمرضى لا محالة. فالواجب عليهم أن يراقبوا الله عز وجل في ذلك فينبغي للمحتسب أن يخوفهم ويعظهم وينذرهم بالعقوبة والتعزيز ويعتبر عليهم عقاقيرهم في كل أسبوع. ثم ذكر المؤلف غشوشهم مما لا يتسع المقام هنا لذكرها فنجتزئ عنها بما ذكرنا.

.الباب الثاني: في بيمارستانات البلاد الإسلامية على التفصيل:

1 - بيمارستان جُنديْسابور كان هذا البيمارستان من أكبر البيمارستانات في العصر السابق على الإسلام بثلاثة قرون. وإنما ابتدأنا بذكره لأنه كان نعم المعين للعرب على إنشاء البيمارستانات بعد ذلك، وتخرج الأطباء اللازمين لها وظل حافظا لكيانه وشهرته عهدا طويلا إلى ما بعد قيام الدولة العباسية، حيث ابتدأ المسلمون ينشئون البيمارستانات في بلاده وأمصارهم التي افتحوها.
وجنديسابور مدينة بخوزستان ويقال لها الخوز، وقد اشتهرت هذه المدينة بمدرستها الطبية وبيمارستانهما اللذين أنشأهما كسرى الأول وجلب إليهما المعلمين من يونان. وتلقى التعاليم اليونانية باللغة الآرامية، ولذلك كان للسريان نصيب كبير فيهما، وكانوا أول من ساعد الخلفاء على نشر الطب في بلادهم بما تخرج منهما من الأطباء والمترجمين الذين برزوا في الفضائل. قال ابن القفطي: إن أهل جنديسابور من الأطباء فيهم حذق بهذه الصناعة، وعلم من زمن الأكاسرة. وذلك سبب وصولهم إلى هذه المنزلة. ثم قال: ولم يزل أمرهم يقوى في العلم ويتزايدون فيه ويرقبون العلاج على مقتضى أمزجة بلادهم حتى برزوا في الفضائل وجماعة منهم يفضلون علاجهم وطريقهم على اليونان والهند، لأنهم أخذوا فضائل كل فرقة فزادوا عليها بما استخرجوه من قبل نفوسهم ورتبوا لهم دساتير وقوانين وكتبا جمعوا فيها كل حسنة مما يستدل منها على فضلهم وغزارة علمهم ولم يزالوا كذلك حتى ولي المنصور الخلافة وبنى مدينة السلام فعرض له مرض فاستدعى منهم جورجيس بن بختيشوع... إلخ. وكان الطلاب يؤمون معاهدها وبيمارستانها من كل حدب وصوب من البلاد المجاورة.
وكان العرب قبل الإسلام يستمدون أطباءهم من خريجي جنديسابور. واستطب النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده أطباء تخرجوا من جنديسابور كالحارث بن كلدة وابنه النضر بن الحارث بن كلدة. واستطب خلفاء بني أمية ابن أثال الطبيب النصراني الجنديسابوري، أصفاه لنفسه معاوية بن أبي سفيان أول خلفاء بني أمية، وأبا الحكم وحكما الدمشقي وتياذوق وغيرهم ومن الأطباء الذين عرفوا بالعمل في هذا البيمارستان:
1 - جورجيس بن بختيشوع:
كان رئيس الأطباء بالبيمارستان في صدر الدولة العباسية استطبه الخليفة أبو جعفر المنصور لضعف أصابه سنة 148هـ فبرى الخليفة فأكرم مثواه وجازاه أحسن الجزاء وفي سنة 152 مرض جورجيس وعاد إلى جنديسابور.
2 - بختيشوع بن جورجيس:
كان يلحق بأبيه في معرفة صناعة الطب وكان مقيما بالبيمارستان بجنديسابور، وعالج المنصور والمهدي، والرشيد في سنة 171 فجعله الرشيد رئيسا على كافة الأطباء.
3 - إبراهيم تلميذ جورجيس:
كان تلميذا لجورجيس بن بختيشوع وصحبه عند معالجته للخليفة المنصور.
4 – سرجيس:
تلميذ جورجيس كان مديرا للبيمارستان في غيبة أستاذه.
5 - عيسى بن شهلاتا:
تلميذ جورجيس بن بختيشوع صحبه في ذهابه إلى بغداد لمعالجة المنصور.
6 - جبريل بن بختيشوع:
ابن جورجيس كان طبيبا حاذقا نبيلا خدم الخليفة الرشيد ثلاثا وعشرين سنة ثم خدم من بعده الأمين والمأمون مات سنة 213هـ 828م.
7 - بختيشوع بن جبريل:
ابن بختيشوع كان نبيل القدر وبلغ من عظم المنزلة والحال وكثرة المال ما لم يبلغه أحد من معاصريه من الأطباء خدم الخلفاء الواثق بالله، ثم المستعين بالله ابني المعتصم، ثم المهتدي بالله والمتوكل على الله، فصلحت حاله، وعلت منزلته، وكثر ماله، واتسعت نفقاته إلى درجة تفوق الوصف. مات يوم الأحد لثمان بقين من صفر سنة 256هـ 870م.
8 - سابور بن سهل:
كان ملازما لبيمارستان جنديسابور عالما بقوى الأدوية خدم المتوكل وتوفى يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة 255هـ.
9 – ماسويه:
أبو يوحنا أقام ببيمارستان جنديسابور أربعين سنة فعرف الأدواء وصار أعلم أهل زمانه بالأدوية واتصل بالفضل بن يحيى فأوصله بعد ذلك بالخليفة هارون الرشيد ولزم خدمته.
10 – دهشتك:
كان رئيسا للبيمارستان بجنديسابور فأمره الرشيد باتخاذ بيمارستان وقلده رياسته ثم أعفاه منه.
11 - ميخائيل ابن أخي دهشتك:
كان مقيما بالبيمارستان مع دهشتك.
12 - عيسى بن طاهر بخت:
من أطباء البيمارستان بجنديسابور وهو تلميذ جورجيس ابن بختيشوع.

.بيمارستانات مصر:

.بيمارستان زقاق القناديل:

قيل إنه كان في الدولة الأموية مارستان في زقاق القناديل دار أبي زبيد. وزقاق القناديل - ويقال له زقاق القنديل - من أزقة الفسطاط. قال القضاعي إنما وسم زقاق القناديل أو القنديل لأنه كان برسم قنديل كان على باب عمرو بن العاص وفي هذا الزقاق ولد الإمام الحافظ ابن سيد الناس صاحب السيرة المتوفى سنة 734هـ.

.بيمارستان المعافر:

هذا المارستان كان في خطة المعاقر التي موضعها ما بين العامر من مدينة مصر الفسطاط وبين مصلى خولان التي بالقرافية، بناه الفتح بن خاقان في أيام الخليفة المتوكل على الله وقد باد أثره.

.البيمارستان العتيق:

ويعرف بالبيمارستان الأعلى أنشأه أحمد بن طولون في سنة 259هـ 872م وقيل 261هـ وذكر أن مبلغ ما أنفق عليه وعلى مستغله ستون ألف دينار. وحبس عليه سوق الرقيق وغيره ولم يكن قبل ذلك في مصر مارستان. وشرط ألا يعالج فيه جندي ولا مملوك، وكان يشارفه بنفسه ويركب إليه يوما في كل أسبوع.
قال أبو العباس أحمد القلقشندي أول من اتخذ البيمارستان بمصر أحمد بن طولون بناه بالفسطاط وهو موجود إلى الآن وبلغت أجرة مقعد يكري عند البيمارستان الطولوني بالفسطاط في كل يوم أثني عشر درهما. وهذا المارستان كان موضعه في أرض العسكر وهي الكيمان والصحراء التي تقع بين جامع ابن طولون وكوم الجارح وفيما بين قنطرة السد التي على الخليج ظاهر مدينة مصر وبين السور الذي يفصل بين القرافة وبين مصر. وقد اندثر هذا المارستان في جملة ما اندثر من الآثار ولم يبق له الآن أثر. وقال أبو عمر محمد بن يوسف الكندي في كتاب الأمراء: وأمر أحمد بن طولون ببنيان المارستان للمرضى فبني لهم في سنة 259هـ 872م.
وقال محمد بن داود في ذم أحمد بن طولون وبيمارستانه:
ألا أيها الأغفال إيها تأملوا وهل يوقظ الأذهان غير التأمل

ألم تعلموا أن ابن طولون نقمة تسيَّر من سفل إليكم ومن عل

ولولا جنايات الذنوب لما علت عليكم يدُ العلْج السخيف المُجَهَّلِ

يعالج مرْضاكم ويرمي جريحكم حبيش. القلب أدهمَ أعزَلِ؟

فيا ليت مارستانة نيط بِاستِه وما فيه من علج عُتُلٍّ مُقَلًّلِ

فكم ضجَّة للناس من خلفِ سِتْرِه تُضَجُّ لإبلا قَلْبٍ عن الله مغُفْلِ

وقال جامع السيرة الطولونية وفي سنة 261هـ بنى أحمد بن طولون المارستان، ولم يكن قبل ذلك في مصر مارستان ولما فرغ منه حبس عليه دار الديوان ودوره في الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق وشرط في المارستان ألا يعالج فيه جندي ولا مملوك وعمل حمامين للمارستان أحدهما للرجال والآخر للنساء، حبسهما على المارستان وغيره. وشرط أنه إذا جيء بعليل تنزع عنه ثيابه ونفقته وتحفظ عند أمين المارستان ثم يلبس ثيابا ويفرش له ويغذي ويراح بالأدوية والأغذية والأطباء حتى يبرأ فإذا أكل فرُّوجا ورغيفا أمر بالانصراف وأعطي ماله وثيابه. وفي سنة 262هـ 875م كان ما حبسه على المارستان والعين والمسجد في الجبل الذي يسمى تنور فرعون أعيانا كثيرة وكان بلغ ما أنفق على المارستان ومستغله ستين ألف دينار، فكان يركب بنفسه في كل يوم جمعة ويتفقد خزائن المارستان وما فيها والأطباء وينظر إلى المرضى وسائر المعلولين والمحبوسين من المجانين. دخل مرّة حتى وقف عند المجانين فناداه واحد منهم مغلول. أيها الأمير اسمع كلامي ما أنا بمجنون، وإنما عملت عليَّ حيلة، وفي نفسي شهوة رمانة عريشية أكبر ما يكون. فأمر له بها من ساعته ففرح بها وهزها في يده ورازها ثم غافل أحمد بن طولون ورمى بها في صدره فنضحت على ثيابه، ولو تمكنت منه لأتت على صدره فأمرهم أن يحتفظوا به، ثم لم يعاود بعد ذلك النظر في البيمارستان.
ودخل مصر في سنة 578هـ 1182م ابن جبير الرحالة المغربي العظيم وشاهد البيمارستان الذي بالقاهرة وقال: إنه مفخرة من مفاخر السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وأطنب في وصفه بما سيأتي ذكره بعد. ثم قال: وفي مصر الفسطاط مارستان آخر على مثل ذلك الرسم بعينه يريد مارستان أحمد بن طولون. وقال السخاوي إن أحمد بن طولون بنى إلى جانب جامعة البيمارستان وكان في أحد مجالس البيمارستان العتيق أي بيمارستان أحمد بن طولون خزانة كتب كان فيها ما يزيد على مائة ألف مجلد في سائر العلوم يطول الأمر في عدتها.
ولما آلت الدولة الطولونية إلى الزوال بخروج شيبان بن أحمد ابن طولون آخر ملوكها من مصر في ليلة الخميس لليلة خلت من ربيع الأول 292هـ ودخلها محمد بن سليمان الكاتب من قبل المكتفي بالله، أخذ الشعراء في رثائهم والتحسر عليهم فنظموا القصائد الطوال في ذلك. ومن هؤلاء الشعراء سعيد القاضي قال يرثي الدولة الطولونية وما تركت من جلائل الآثار في قصيدة مطلعها:
جرى دمعه ما بين سحرٍ إلى نَحرِ ولم يَجر حتى أسلمته يد الصّبرِ

إلى أن قال يرثي المارستان:
ولا تَنسَ مارستانه واتساعه وتوسعة الأرزاق للحول والشهر

وما فيه من قوَّامه وكُفاتِه ورفقهم بالمعتفين ذوي الفقر

فللمّيت المقبور حسنُ جهازه وللحي رفق في علاج وفي جبرِ

وعمل أحمد بن طولون في موخرة جامعه ميضأة وخزانة شراب فيها جميع الشرابات والأدوية وعليها خدم وفيها طبيب جالس يوم الجمعة لحادث يحدث للحاضرين للصلاة.

.من عرف من الأطباء بخدمة البيمارستان العتيق:

1 - محمد بن عبدون الجيلي العذري رحل إلى المشرق ودخل البصرة وإلى مدينة فسطاط مصر ودبَّر مارستانها ومهر في الطب ورجع إلى الأندلس سنة 360 وخدم بالطب المستنصر بالله والمؤيد بالله وكان قبل مؤدبا في الحساب والهندسة قال القاضي صاعد الأندلسي وأخبرني أبو عثمان سعيد بن البغونش الطلطلي: أنه لم يلق في قرطبة أيام طلبه من يلحق بمحمد بن عبدون الجيلي في الطب.
2 - سعيد بن نوفل طبيب نصراني كان في خدمة أحمد بن طولون.
3 - شمس الدين محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المصري مدرس الأطباء بجامع ابن طولون كان فاضلا له نظم. مات في شوال 17 سنة 772هـ.

.المارستان الأسفل:

بالفسطاط أو بيمارستان كافور الإخشيد، بناه الخازن الذي عمر المقياس بالأهراء، عمره وعمر. الميضأتين المرسومة إحداهما لتغسيل الموتى والسقاية، والحمامين المعروفين بحمامي بوران... وذلك في سنة 346هـ قال القضاعي: إن الإخشيد أمير مصر حبس جميع ما بناه من قيسارية ودور وحوانيت على المارستان الأسفل والميضأتين والسقايتين وأكفان الموتى وذكر شيوخ مصر المؤرخون أن هذا المارستان كان فيه من الأزيار الصيني الكبار والبراني والقدور النحاس والهواوين والطسوت وغير ذلك ما يساوي ثلاثة آلف دينار. ونقل إليه من المارستان الأعلى الذي بناه أحمد بن طولون أضعاف ذلك وليس به الآن شراب ولا دواء يلتمسه فقير وإنما يطبخ فيه في السنة... كلمة غير مفهومة يسير أكثر الضعفاء لا يصلون إليه ثم بطل ذلك وقال تقي الدين المقريزي هذا المارستان بناه كافور الإخشيد وهو قائم بتدبير دولة الأمير أبي القاسم أنوجور بن محمد الإخشيد بمدينة مصر في سنة 346هـ 957م.

.بيمارستان القشاشين:

قال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر: بلغني أن البيمارستان كان أولا بالقشاشين يعني المكان المعروف الآن أي في زمن ابن عبد الظاهر بالخراطين على القرب من الجامع الأزهر، وهناك كانت دار الضرب بناها مأمون البطائحي وزير الآمر بأحكام الله قبالة البيمارستان.
قال تقي الدين المقريزي في كلامه عن درب خربة صالح: هذا الدرب على يشرة من سلك من أول الخراطين إلى الجامع الأزهر كان موضعه في القديم مارستانا ثم صار مساكن، وعرف بخربة صالح، وفيه سوق الصنادقيين. وقال عن سوق الصنادقيين إنه تجاه المدرسة السيوقية كان موضعه القديم من جملة المارستان فيستفاد من ذلك أن ذلك المارستان قد عفا أثره قبل محي الدين بن عبد الظاهر.

.بيمارستان السِّقطيين:

كان هذا البيمارستان في سوق السقطيين خارج باب زويلة بجوار دار التفاح. قال ابن أبي أصيبعة:
كان أبو الحجاج يكحل في البيمارستان بالقاهرة غير الموضع الذي صار حينئذ بالقاهرة بيمارستانا وهو من جملة القصر، يريد أنه غير بيمارستان صلاح الدين أو البيمارستان الناصري. قال وكان البيمارستان في ذلك الوقت في السقطيين أسفل القاهرة.